لأن مواطني الولايات المتحدة هم الأكثر تديناً في ديمقراطيات العالم الصناعي المتقدم، وفي الوقت نفسه هم يعيشون في بلد تعددي، فإن قضية الدور الحقيقي للدين في السياسة والدستور والفضاء العام ليست هامشية على الإطلاق، بل هي قضية مركزية وحاضرة في سياسة الولايات المتحدة.
في هذا الكتاب، أتناول مسألة أساسية عن الدين في السياسة تتمثل في: ما هي الحرية الدينية التي يحميها القانون الدستور للولايات المتحدة؟ وأي دور يمكن الطرح الديني أن يودّيه في السياسة والدستور الأمريكي، سواء في النقاش العام بشأن الخيارات السياسية المراد اتخاذها أو باعتباره قاعدة لخيارٍ سياسيّ؟ إن الخيارات السياسية التي تعنيني بصفة أساسية في هذا الكتاب هي تلك التي تمنع أو تتحيز ضد نوع أو آخر من السلوك البشري بناء على الإعتقاد بأن هذا السلوك هو سلوك غير أخلاقي.
إن كثيراً من غير المؤمنين بدين يريدون تهميش دور الطرح الديني في النقاش السياسي العام، وهم المقصودون الأساسيون بطرحي في هذا الكتاب.