يفتح هذا الكتاب أمام القارئ العربي آفاقاً في قراءة تراثه الأدبي. فهو إذا يقرأ قصة ثمود، من خلال ما كتبه عنها الإخباريون والقصاص والمفسرون، فإنه يعيد قراءة تاريخها فيقوم بخطوتين في اتجاهين متعاكسين: خطوة أولى هي ترميم تاريخ ثمود وتخليصه من الأسطورة، وخطوة ثانية هي ترميم أسطورة ثمود وتخليصها من التاريخ.
ما يريده هذا الكتاب هو أن يضع أسطورة ثمود العربية القديمة أو قصتها، بوصفها أحد الرموز التأسيسية الكبرى للثقافة العربية منذ أقدم عصورها حتى اليوم، في سياق الفهم الحديث للأسطورة كما تناولتها المدارس النقدية الحديثة. إذ لم تعد الأسطورة هي الحديث الوهمي الكاذب أو الباطل، بل كشف الدرس الأنثروبولوجي أن الأساطير والقصص هي الأدوات التي يتحدث بها المخيال المجتمعي عن رموزه التأسيسية ويكوّن من خلالها ذاته.