رسالة طويلة يكتبها الجد كاميلليري، أستاذ الإخراج المسرحي ومؤلف سلسلة الروايات البوليسية الأشهر. فهو يكتب الرسالة لماتيلدا، ابنة حفيدته، لأنه أراد أن يخبرها عن نفسه بكلماته وأن يترك لها جزء من ذاكرته مكتوباً. وبذلك ترك كاميلليري لماتيلدا وللقراء سرداً شخصياً إنسانياً لفترة تاريخية متميزة في تاريخ إيطاليا وأوروبا كلها، من وجهة نظر شخصية إنسانية، يحكي فيها عن فترة أزمة إيطاليا مع الفاشية بعيني طفل ثم شاب، طفل تأثر وآمن بها في البداية ثم شاب قارئ استطاع أن يعيد تقييم مفاهيم وأفكار تربى عليها، فسيرة كاميلليري لا تحكي لنا قصته فقط بل تطلعنا على تأثير القراءة والمعرفة وأهميتها في تغيير الأذهان، بل هي سيرة إنسان لم يتوقف قط حتى في شيخوخته عن أن يدرك أنه شخص "قيد التطوير" وأننا نتغير ونتطور كل يوم.