يناقش هذا الكتاب، وفقًا للناشر، الجدل القديم الجديد حول أسباب التخلف السياسي والاقتصادي لدى معظم الدول الإسلامية، وسؤال لماذا تعرف البلدان ذات الأغلبية المسلمة مستويات أعلى من الاستبداد، وانخفاض مستويات التنمية الاجتماعية والاقتصادية، مقارنة بالمتوسطات العالمية؟ ويصبح هذا السؤال محيرًا أكثر عندما يسلط الكتاب الضوء على التاريخ، ويظهر أن المسلمين كانوا متفوقين فلسفيًا واقتصاديًا على الأوروبيين الغربيين بين القرنين التاسع والحادي عشر.
ويناقش الباحث الأميركي التركي، الدكتور أحمد كورو، ابتداءً في كتابه الجديد هذا كلا التفسيرين الذائعين لمشكلة التخلف في العالم الإسلامي؛ حيث يرى التفسير الأول أن الإسلام هو الجاني، وأنه ينطوي في بنيته ونصوصه وتراثه على معيقات للتقدم والتطور والديمقراطية، وهو ما ينفيه الكتاب الذي يُظهر أن الإسلام كان تاريخيًا متوافقًا تمامًا مع التنمية والتطور، وأن المسلمين أخرجوا مفكّرين وتجارًا عظماء في تاريخهم المبكر حين كان التشدد الديني والحكم العسكري سائدين في أوروبا. أما التفسير الثاني فيرى أن الاستعمار الغربي هو المصدر الرئيس لمشاكل العالم الإسلامي، وأن الهيمنة الغربية هي سبب الإفقار والتخلف وحماية الأنظمة المستبدة في الدول الإسلامية، ويعالج الكتاب بالتفصيل الآثار السلبية لهذا الاستعمار، ولكنه يؤكد أيضًا أنه عندما بدأ الاستعمار أواخر القرن الثامن عشر، كان العالم الإسلامي يعاني ركودًا علميًا واقتصاديًا وتخلفًا حضاريًا واستبدادًا سياسيًا لم يكن الاستعمار سببًا فيه، حتى وإن كرسه بعد ذلك.
وختم الناشر: هذه الدراسة تتضمن تحليلًا عميقًا لأسباب السُلطوية والتأخر عند المسلمين، وتحوي كمًا كبيرًا من الأرقام والنسب والجداول والمؤشرات التي تتحدث عن واقع الدول الإسلامية، وتربط تفسيرها التاريخي بالسياسة المعاصرة من خلال إظهار أنه حتى يومنا هذا لا يزال تحالف العلماء والدولة يمنع الإبداع والمنافسة في البلدان الإسلامية.