في جو أسري دافئ، تعرفنا هذه القصة على الطفل سامي الذي يحب قضاء الوقت مع أمه، والتحدث كل يوم مع جده وجدته بالهاتف. لكن أكثر شيء يحبه سامي هو حين يسأله جده عن حالة الطقس؛ إذ يسارع سامي إلى أمه لينظر ما نوع الحذاء الذي سترتديه، ليقدم لجده نشرة جوية مفصلةً دقيقة. فما علاقة أحذية أمه بالطقس يا ترى؟
هذه القصة تقدم لنا نموذجًا جميلًا لعلاقة الأجداد الرحيمة بأحفادهم، والتي تتجاوز في أحيانٍ كثيرة مشاعر الحب والدعم التي منحوها يومًا للأبناء، فنرى جد سامي، لا يضيق من اتصال حفيده به كل يوم، ولا يثبط من حماسه، ولا يسخر من توقعاته، ولا يقلل من جهده، فيشجعه بدوام سؤاله عن توقعاته لحالة الطقس، مؤكدًا له بأنه لا يغادر المنزل إلا بعد استشارته.
القصة تستعرض أيضًا واحدة من أهم مهارات التفكير لدى الأطفال، وقدرة أذهانهم النشطة على الربط بين الأشياء والأحداث، وخلق ذاكرة متشعبة ومركبة، قائمة على تفعيل حواس وعواطف مختلفة، تساعدهم في تنظيم الأفكار والتحليل والاستنتاج. فنرى سامي وهو يربط، بطريقة تلقائية، بين والدته، ونوع أحذيتها، وذكرياته عن المناسبات التي لُبست من أجلها، والأجواء التي كانت سائدة حينها، ليتوقع في نهاية الأمر حالة الطقس المحتملة، مدفوعًا بالحب الذي يكنّه لجده وجدته.
قصة جميلة لطيفة، غنية بالمتعة والفائدة، مبنية على الإيقاع بين الكلمات، وهو ما ينمي إحساس الطفل باللغة، ويقربها إليه، فيألفها ويحبها.