تقرّر بومة صغيرة ترك المخزن الذي تعيش فيه بمجرد أن قوي جناحاها؛ وذلك حبًّا منها لاستكشاف الحياة. خرجت عند المساء وحطّت على شجرة وسط غابة تتنوّع فيها الحياة. تأمّلت كل ما يحيط بها من طبيعة، وشعرت بفرح ممزوج بالدّهشة والإعجاب. الأشياء تتحرّك في الأرض وبين الأشجار، وفي السّماء أضواء قوية تبهت، وأحيانًا تختفي، والألحان التي تصل إلى أذنيها تسحرها؛ فتحاول وصف هذا العالم وكائناته، والتفاعل معه، وتفسيره مع التغييرات التي كانت تطرأ عليه من وقت لآخر، إلى حين يطلّ الفجر وتتغيّر كل الصوّر والحركة الموسيقية. وهكذا تصبح البومة شاهدة على انتقال الحركة السمفونية من الليل إلى طلوع الفجر، وعندئذ تشعر بالنّعاس بعد أن ارتوت من جمال الحياة. ينساب النص بأسلوب شعري، وينقلنا إلى عالم حالم، وحالة من السّلام الداخلي.