ذا الكتاب هو مجموعُ أبحاثٍ ومحاضرات ومقالات نَشَرتْ بعضَه المؤلفةُ في المجلات والدوريات العربية والغربية، وبعضه ينشر للمرة الأولى، وإذا بدا أن بعض الموضوعات متفرقة ومتوزّعة على أكثر من موضوع، إلاّ أن جماعها يفيد في درس موضوع (المرأة الصوفية) و(المرأة في التصوف).
والكتاب الذين بين أيدينا ينقسم إلى ثلاثة أقسام رئيسة: القسم الأول عن المرأة والحياة... تبدأه المؤلفة بالحديث عن مسار حياتها مع أبيها ومع ذاتها التي اكتشفتها عبر وقت مبكّر في مسيرتها، وعن أستاذها الذي أشرف على دراستها للتصوف الإسلامي، وعن جمعها المسلم الأسرة الدندراوية، وعن عائلتها التي تحكي تجربتها الحياتية معها في شكل لم نعتده كثيراً فالمرأة الراعية في العلم تكشف عن جانب مخفيّ لطالما أراد الناس أن يعرفوا كيف تحيا امرأة عالمة في محيط أسريّ وكيف تقوى على متاعب الحياة؟ وماذا تقدّم من عملها ومعرفها لما يشاركونها بيتها.
ويبدأ القسم الثاني بدراسة عامة عن المرأة المسلمة كأنموذج عالمي، وتنتقل من العام إلى الخاص بتخصيص مقال عن الزهراء البتول السماوية، ثم يأتي القسم الثالث وهو أكبر أقسام الكتاب ويبدأ بالحديث عن المرأة في رؤية إسلامية متنورة وصاحب هذه الرؤية الكاشفة المبينة هو الشيخ الأكبر محيي الدين ابن عربي.
وتأتي الدراسة التالية كاشفة عن الرؤية الإسلامية والصوفية للرهبنة والزواج عبر معالجة تعتمد نصوص القرآن الكريم والسنّة النبوية وسلوك العلماء والصلحاء، وهي دراسة توضّح الموقف الإسلامي بجلاء في وقت لا تفتأ فيه الكتابات المضادة تفتح الباب فيه على مصرعيه للحديث عن أصول مسيحية للتصوف، فمن يطالع ما كتبته المؤلفة لم يبق لديه شكٌّ في وضوح الموقف الإسلامي من هذه القضية.