يمثل كتاب تجارب علمية في الأحياء: الأجنة، البيئة والتلوث، التطور السلوك محاول علمية بارعة مطلع القرن الجديد لتوفير مرجع رصين في المكتبة الجامعية العربية لطلبة تخصص العلوم الحياتية التطبيقية بالأساس إضافة إلى طلبة كلية الطب البشري وطب الأسنان والطب البيطري والصيدلة والتمريض وكلية العلوم الطبية المساندة.
وقد أعدت التجارب العلمية الواردة فيه في ضوء الخبرة العلمية الغزيرة المتراكمة لدى العلماء في جامعات العالم المتقدمة في إعداد مناهج الدراسات البايولوجية Biolocal Curriculum بهدف تشجيع مشاركة الطالب الجامعي بنفسه في عملية اكتساب المعرفة الإبداعية من خلال الممارسة اليدوية الصارمة في إنجاز مختلف التجارب المختبرية. إن فلسفة إنجاز التجارب المختبرية في حقل العلوم البايولوجية تكمن في إثارة المتعة الشخصية لدى الطالب من أجل اكتشاف المعرفة حول المفاهيم العلمية الأساسية في الأحياء قاطبة واعتبار ذلك من الطرق المثالية في التعليم الجامعي العالي. وأن الهدف الآخر وراء أعداد الدراسات المختبرية التجريبية هو من أجل تكامل إمكانيات التدريس لدى الأستاذ الجامعي مع إثارة قدرات التعلم والمهارات الإبداعية لدى الطالب الجديد.
إن التجارب المختبرية المطروحة في هذا الكتاب الجديد يمكن تكييفها من قبل الأستاذ لتغطية مختلف الاتجاهات البايولوجية في التدريس الجامعي حيث يوجد عدد كافي من التجارب في مجالات بايولوجية الخلية Cell Biology والوراثة Genetics والتنوع الحيوي Biodiversity (مملكة المونيرا، المملكة النباتية والمملكة الحيوانية) والبيئة Analysis of Ecosystem والتي يمكن إنجازها على مدى الفصول السنوية، وهناك بعض التجارب المختبرية التي يمكن إنجازها عن طريق الاستعانة بالأمثلة وذلك من أجل تقصير الزمن المطلوب لتغطية المفاهيم البايولوجية الأساسية حيث يمكن للطالب أن يتعامل مع النماذج الحية للأحياء بشكل مباشر في أوقات محددة خلال الوقت المخصص في المختبر.
وقد صممت كافة التجارب المختبرية بطريقة تمكن الطالب من أدائها في المختبر بسهولة ملموسة، ولا بد من أن يتعلم الطالب الطريقة العلمية في كتابة التقارير المختبرية، والذي يشمل عناوين محددة هي مقدمة وطريقة العمل والنتائج والمناقشة. وأن القواعد العلمية المتبعة في كل جامعات العالم تؤكد على أهمية أن يحضر الطالب نفسه قبل الدخول إلى صالة المختبر وخاصة قراءة المقدمة الموضوعية وخطوات التجربة العلمية وقد يتطلب في بعض الأحيان أن يراجع الطالب الفصول النظرية ذات العلاقة بالتجارب المختبرية ولا بد للطالب أيضاً أني تعلم بلورة التفسيرات الموضوعية والاستنتاجات الواضحة كهدف أساسي ضمن معطيات التفكير الإبداعي.
ويمكن للطالب الماهر أن يصنع المعطيات المعرفية بنفسه من خلال تسجيل نتائج تجاربه ومقارنة ذلك مع النتائج التي يحصل عليها زملاؤه في المختبر ومناقشة ذلك في ضوء المعلومات المتوفرة وراء الاختبارات العلمية التجريبية.
وقد أعد هذا الكتاب بطريقة متقنة تلائم استعماله في التعليم الجامعي في مرحلة البكالوريوس في الجامعات العربية. وقد تم الاعتماد في إعداده على مراجع علمية عالمية حديثة سواء في شرح المادة أو توثيق المعطيات بالصور التوضيحية مما سهل استيعاب الأدبيات الغزيرة المتوفرة بين أيدينا خلال السنوات الأخيرة. وقد تمت الإشارة إلى كافة المراجع التي تم الاستفادة منها في إعداده وتحقيقاً لشروط الأمانة العلمية مما يضع الكتاب في مكانة رفيعة المستوى في المكتبة العربية الجامعية المعاصرة.