إن إجادة التحدث هي أسهل الطرق وأقربها للتفوق والنجاح، إنها تعطي الشهرة وترفع مقام صاحبها بين الناس، وتعطيه ثقتهم، وثقة الناس أثمن ما يمتلكه إنسان. اليوم تنتشر في الولايات المتحدة كلها حركة تعليم الشباب والقوة البارزة في هذه الحركة تتمثل بشخص "دايل كارنيجي" مؤلف هذا الكتاب.
هذا الرجل الذي يسمع، وانتقد أكبر عدد من أحاديث الشباب، فقد سمع وانتقد 150 ألف حديث وخطاب. إن سيرة حياة "دايل كارنيجي" المليئة بالتناقضات الحادة لهي مثال ممتاز لما يمكن للمرء أن ينجزه إذا امتلك الحماس لفكرة عصرية نافعة. وكارنيجي هذا الفتى الميسوري الذي اشتغل كعامل زراعي بأجر لا يزيد على خمس سنتات في الساعة، يقبض اليوم دولاراً عن كل دقيقة يقضيها في تدريب موظفي المؤسسات الكبرى على "فن التعبير عن الذات".
لقد وضع "دايل كارنيجي" اتجاهاً أكثر فعالية وفائدة لتعليم الشباب، وذلك من خلال مساعدة الرجال والنساء أياً كان نوع عملهم، على تنمية وتطوير إمكانياتهم الكامنة. لقد وضع برامج واقعية، وضمّنها في كتبه، واليوم من لا يقدر على الوصول أو دخول معهده بفروعه الكثيرة بإمكانه الرجوع إلى هذه الكتب وتطبيقها.
والكتاب الذي نقلب صفحاته "كيف تكسب الأصدقاء" واحد من كتب دايل كارنيجي الهامة في مجال العلاقات العامة. وانطلاقاً من النتائج التي صدرت عن مؤسسة كارنيجي لتدريب المعلمين والتي تتلخص أنه حتى في الأعمال التقنية الخالصة يعود 15% من النجاح المادي للإنسان إلى خبرته ومعلوماته التقنية العلمية و85% إلى الشخصية والقدرة على التعامل مع الناس وقيادتهم، انطلاقاً من ذلك جاءت فكرة المؤلف في إصدار كتابه هذا الذي لم يترك فكرة صغيرة أو كبيرة عبرت خلال التاريخ واستفاد منها شخص في اكتساب الأصدقاء والتأثير بالناس إلا ودوّنها وأخضعها للدراسة. ويقول المؤلف بأن القارئ سيلحظ أن هذا الكتاب لم يكتب، كغيره من الكتب العادية، بل نما كما ينمو الطفل وشبّ كما يشبّ الشاب وكبر ونضج من خلال تجارب آلاف الأشخاص. إن القواعد التي يذكرها كارنيجي في كتابه هذا ليست نظريات أو تخمينات كتبها باحث جالس خلف طاولة، ولكن جاءت نتيجة تجارب كثيرة هي فعّال ومفيدة جداً للجميع، وتطبيقها يحرر حياة الكثير من الأشخاص. وذلك من خلال تعلمه فن العلاقات العامة التي تمكّنه من اكتساب من حوله كأصدقاء.
إن القواعد التي أرسيتها في هذا الكتاب ليست مجرد نظريات أو عمل تخميني وحسب إنما طبقت هذه النظريات والأعمال والمبادئ حرفياً وشاهدت تطبيقها يؤثر ويطور حياة كثير من الناس.
حتى إن صاحب العمل غير فلسفة حياته وكانت مؤسسته متوجهة بالولاء والحماس الجديدين ونما روح الفريق المتعاون بينهم بصورة جديدة وكيف لا وأن هناك رجلاً مع ثلاثمائة وأربعة عشر موظفاً انضم إلى تلك الدورات الدراسية ودرسوا المبادئ التي تمت مناقشتها في هذا الكتاب.
"وعندما اعتدت المشي خلال مؤسستي، لم يقم أحد بتحيتي. كان الموظفون في الواقع ينظرون إلى الاتجاه الآخر عندما يرونني أقترب، لكنهم الآن أصدقائي، حتى حارس المبنى يناديني باسمى الأول"