الرسول محمد لم يكن ثرياً ولم يملك من المال إلا القليل، ولم يتزوج بامرأة ثرية لأن النساء في عصرها يملكهن الرجال ولا يحق لهن تملك المال.
ولم يرزق منها - ولا من غيرها - بذرية، لأنه لا ينجب، ولم يتزوج في المدينة إلا مرتين، ولم يكن له سبايا ولا زواج مسيار.
ولم يرع الغنم في صغره، ولم يكن بارعاً في الطب أو الفلسفة أو أي علم دنيوي، ولم تجر على يديه المعجزات، ولم يعلم الغيب، ولم يعرف من الدين شيء قبل مبعثه، وكان مكوثه في الغار بعد البعثة وليس قبلها، ولم يخرج من مكة لا في صغره بصحبة جده، ولا في كبره للتجارة.
ولم يقتل (600- 900) يهودي صبراً، ولم يقتل أحداً صبراً ولا غدراً، ولم يقطع أرجل وأيدي من سرق إبله وتركهم في الحرة حتى ماتوا، ولم يهاجم الناس ويجبرهم على الدخول في الإسلام، وكل حروبه كانت للدفاع عن الإسلام ضد من ابتدر المسلمين القتال.
ولم يكن معجزات، ولم يشق صدره وهو صغير، ولم يتحدث إليه الحمار والشجر وهو كبير، ولم يحادث الجن ويحادثوه.
ومع أنه أمي لا يقرأ ولا يكتب، فقد جاء بأعظم كتاب عرفته البشرية، كتاب خالد يفوق كل المعجزات، موجه لكل الناس في كل زمان ومكان، وسيبقى ما بقي البشر.
هذا هو محمد رسول الله برواية القرآن الكريم، الذي يختلف عن الشخصية الخيالية له في كتب التراث.