أكبر جريمة ارتكبت بحق مفهوم "الاستخلاف" هو ذلك الخلط الذي حدث بينه وبين الديكورات التاريخية المصاحبة لدولة الخلافة في التاريخ الإسلامي، هذا الخلط يعكس فهمًا مختزلًا، بل ومعكوسًا للكلمة، وهو الخلط الذي ساهم في قتل المفهوم الحقيقي للخلافة والاستخلاف، ماذا لو كان مفهوم الخلافة الحقيقي شخصيًا جدًا، يمس حياتنا الشخصية، الاستخلاف قبل كل شئ، هو نمط حياة، أسلوب للعيش، طريقة في النظر إلى الأشياء وإلى العالم وإلى الذات.
قصر الاستخلاف على مفهوم سياسي يجعله يتقزم، ويخرجه عن مسافة ومساره الأصلي، يخرجه عن تربته القرآنية التي نما فيها، بل ويحمل في ذلك بذرة هلاكه وتدميره، هذا الكتاب يبحث في مفهوم الاستخلاف قبل أن يحصر في قالب "الأفلام التاريخية" والديكورات المصاحبة لها والتي يعتقد البعض أنه يمكن استيرادها من الماضي، الكتاب يبحث في القيم والمنطلقات الأساسية التي تكون المفهوم وتجعله حقيقة، بغض النظر عن "اللافتات المرفوعة" على هذه الحقيقة، وهو يبحث أيضًا، في حادثة اغتيال غامضة لأحد الخلفاء، تزامنت وتداخلت مع تقزم المفاهيم واختزالها، جريمة قتل ذلك الخليفة الذي لم يبكه أحد، ترتبط مفصليًا بما حدث لمفهوم الاستخلاف الحقيقي "القرآني - وحل لغز الجريمة، يرتبط بإعادة المفهوم الأصيل إلى نصابه" ، عن ذلك الخليفة الذي لا بواكي له، وعنم فاهيم في الحقيقة هي نمط للحياة، يتحدث هذا الكتاب.