يضمّ هذا الكتاب خلاصة تجارب حياة الكاتب الرائع" د.واين داير" عبر سنواته السبعين والتي استنتج فيها أنه لا تُوجد مُصادفات في هذا الكون، وأنّ هذا الكون بأكمله غاية واحدة. لقد رأى "د. واير" بوضوح، أنّ الحكمة تعمل على نحو دائم في حياته. فقد كان يتقدّم بثقة تجاه حلمه الداخلي الخاص، ويعيش الحياة التي تخيّلها لنفسه، ويُحب كل دقيقة منها، ممّا جعل النجاح يُطارده منذ ذلك الوقت.
لقد كان " د.واير" يشعر في داخله بطاقة لا تقبل التوقّف، تُناديه من الأعماق كي يُصبح مُعلماً عالمياً في الاعتماد على الذات والوعي الأعلى، وهكذا حصل. لقد اكتشف أنه من أجل الاستمرار بحزم على الطريق التي يمشي عليها، يجب عليه أن يختبر ويعرف حقيقة الشيء الذي لا يُحبّه، ويُحرر نفسه من كلّ الشكوك عن إمكانية حدوث الاشياء مع بعضها بترتيب ووقت إلهي، ويكون ممتناً تجاه كلّ شيء، وكلّ تحد،وكلّ حالة حدثت معه، ويؤمن أنّ كل شيء يظهر في حياتنا من أجل سبب، وأنّ كل شيء كان ويكون وسيكون في قمة الكمال، وأنّ التجارب مهما كانت مؤلمة هي دروس في كلّ لحظة، وأنه يجب الثقة بالمشاعر الداخلية والإيمان أنها تتضمن نوعاً من الإرشاد الإلهي، وأنّ ترويض الأنا المُتبجحة الصاخبة هو تحدي الحياة، التي يجب أن يعيشها الإنسان من موقع رمي الأعذار والامتلاء بالحبّ الإلهي.
لقد اكتشف القوّة الكامنة في فكرة النية، وأنّ الكون يضع الإنسان في مُحاذاة الأشخاص والظروف التي يحتاجها كي يُتابع اتجاهه، وأنّ العيش من الإحساس الروحي الأعلى، والرحمة، واحترام الحياة كلّها، والصدق الطبيعي، واللطف، والمُساندة، من مواصفات الإنسان الذي حقق ذاته، والذي يستطيع أن يُؤثر في كلّ شخص ببساطة من خلال حضوره معه. إنّ الحياة على درب الإله، تعني وضع النفس في مُحاذاة مع طاقة العطاء النقية، والخدنة من غير تردد، وتجاهل مُتطلبات الأنا، وعدم طلب أيّ شيء في المُقابل. لقد كانت كلّ تجاربه تُؤكّد أنه "مع الإله كلّ الأشياء مُمكنة". وأنّ الحبّ جوهر الإنسان. وأنّ قدره أن يُمارس ويُعلم الحبّ الإلهي.