منذ صدور الطبعة الأولى لكتاب "قوة الآن" عام 1997 وحتى اليوم، ما يزال العديد من القراء، وفي جميع أنحاء العالم، يقبلون على شرائه، وهذا ما لم أكن أتوقعه أبداً، ترجم - حتى الآن - إلى خمس عشرة لغة وتسلمت رسائل إلكترونية من قراء منتشرين في جميع القارات، يخبرونني فيها أن كتابي قد غير حياتهم إيجابياً وجعلهم يشعرون بالسعادة.
على الرغم من هذا، فإن تأثير أصحاب الأنانيات، ما يزال واضحاً، وما يزال فاعلاً، بشكل أو بآخر، ويمكنني القول أكثر من أي وقت مضى، وكأنه مفروض على الإنسان أن يبقى مشدوداً إلى ماضٍ سحيق، لكن كتاب "قوة الآن" جاء ليقول "لقد عانينا كثيراً، فإلى متى نستمر بتقبل المعاناة؟".
وعلى هذا السؤال يجيب الكتاب، أنه يحدثك عن إمكانية العيش بهدوء وبسلام داخلي، إنه يرشدك إلى كيفية التخلص من المعاناة، وكذلك يقول لك كيف تساعد الآخرين على ذلك.
كثيرون من القراء كتبوا إلى متمنين أن أصدر كتاباً عن كيفية ممارسة "قوة الآن"، وبأسلوب يمكنكم من القيام بهذه الممارسة يومياً ودون تأثير على واجباتهم اليومية، ولهذا السبب كان هذا الكتاب.
إضافة إلى التمارين وكيفية الممارسة، يتضمن هذا الكتاب مقاطع مختصرة من الكتاب الأساس، للتذكير ببعض الآراء والمفاهيم التي تشكل مبادئ أولية للممارسات اليومية.
العديد من هذه المقاطع يتلائم مع القراء الذين يمارسون التأمل، فإذا كنت تمارس التأمل، فأنت لا تقرأ هذا الكتاب لتتعرف على كيفية التأمل، بل لتدخل إلى حالة وعي مختلفة جداً عن أي حالة أخرى. لهذا السبب، يمكنك قراءة هذه المقاطع مرات عدة، وتشعر وكأنك تقرأها للمرة الأولى، وحدها الكلمات التي تكتب أو تحكى، في حالة الحضور، هي القادرة على تمييز القوة التي هي القوة الدافعة لإيقاظ الحاضر عند القارئ.
من الأفضل قراءة هذه المقاطع بتأنٍ، قد تجد نفسك أحياناً، بحاجة إلى الإستراحة وتمضية لحظات من الهدوء والسكون، فيمكنك اللجوء إلى هذا الكتاب وقراءة ولو بضعة سطور.
فإلى أولئك الذين تأثروا سلباً او إيجاباً بكتاب "قوة الآن"، فهذا الكتاب سيساعدهم إيجاباً على الإستمرار في حياة هادئة.