يضم هذا الكتاب أهم آداب اليهودية وتعاليم ديانتها منذ نشأتها وحتى تاريخنا هذا، وقد صاغ جزءاً من تاريخ ووصايا اليهود وذاكرتهم في "الأخلاق، الآداب، الدين، التقاليد والقضاء" وشكل مشروعاً وبرنامجاً لهم. والعمل هذا يقدم للقارئ كما هو، دون تحريف أو تعليق أو اجتهاد، أو توجيه ووصاية، أي كما يدرس في المدارس التلمودية اليهودية، منذ أن بدأ الحاخامات يوصون ويحضون على اتباع شريعة موسى التي جمعها الحاخام يوضاس في كتاب أسماه "الميشنا" الذي يفسر شريعة موسى، وقد أضاف الحاخامات شروحات وهوامش عبر تاريخهم ثم تأليفها في مدارس فلسطين وبابل سميت بـ"الجيمارا" لتشكل مع "الميشنا" التلمود.
وتجدر الإشارة بأنه قد تمّ إصدار هذا الكتاب في ترجمة عربية مطابقة عن النسخة الصادرة بالفرنسية عام 1928، والكتاب مقدم للقارئ العربي، ولكل الذين يريدون أن يتعرفوا على التعاليم التلمودية التي نجحت في تأمين البقاء والاستمرار للديانة اليهودية، بالرغم من كل الحروب والهزائم وصولاً إلى يومنا هذا حيث يسجل اللوبي اليهودي ثقلاً دولياً بارزاً في عالم المال والسياسة والاقتصاد من جهة، ومن جهة أخرى تسجل السياسة الإسرائيلية العنصرية تفوقاً تعدى حدود "دولتها" لتصل إلى مراكز التخطيط الاستراتيجي والتنظير العقائدي في دول القرار العالمي.
وأما الهدف من ترجمة هذا الكتاب وطبعه باللغة العربية إيماناً بضرورة معرفة الآخر، خاصة عندما يكون هذا الآخر نداً ماكراً يتمتع بالكثير من نقاط القوة التي لا يمكن أن يساهم الجهل بها في التغلب عليها أو إلغائها. وهذا العمل يقدم للمرة الأولى باللغة العربية لتلمودي شهير، يصنف من بين أهم حاخامات اليهود كان قد بدأ يمارس الدعوة الحاخامية منذ عام 1913 وصاغ تعاليمه لتأمين الحماية للشريعة التوراتية، والاستمرار لمجموعة بشرية لم تملك المكان يوماً ولم تكن على علاقة حسن جوار لا في مصر ولا في بابل أو بلاد فارس... بل على العكس من ذلك فإن تاريخ اليهود صراع مستمر حيثما حلوا وأينما ارتحلوا في فلسطين وغير فلسطين.