لم كل هذا المكوث المضني بجواري أيها الحبشي ..؟ إنك لم تعد رفيقي بعد اليوم أيها الرفيق… ولكنك المصير.. الراية التي تلوح أبداً بين أعين الأحياء..
يا سيد صليل السيوف وصهيل الخيول وغبار المعركة الأبدية .. ويا سيد أعواد المشانق ورجال الموت والروؤس المعلقة..
من على عرشك فوق أعناق الرجال، أناجيك وأطأطئ رأسي أمامك في خشوع، وابتهل في حضرة ملكوتك.. لا تعقد معي الصفقات، بل ها إني ألثم يدك العظيمة التي تقطر دماء، ورجالاً، وأقداراً، وأهوالاً..
اغفر لي حماقتي ونأيي عن جادة الصواب، إذ كيف تنصرف عني وكيف أنصرف عنك؟ بل وكيف ننصرف من هنا معاً، وهل الاختيار ملكي؟ أنا أنت وأنا ما شئت..