كان عيد ميلادي العاشر عام 1928، وعندما رأيت الطرد عرفت على الفور أنه يحمل شيئًا استثنائيًا، فقد كانت عينا بابا اللامعتان خير دليل. نظراته المتحمسة المختلفة عن انشغاله المعتاد زادت فضولي. كان الطرد ملفوفًا بورق هدايا أنيق رقيق الملمس، مزينًا بأنماط دقيقة وشريط حريري أحمر عريض يضفي عليه جمالًا خاصًا، حتى بدا أجمل طرد رأيته في حياتي. لم أقاوم فضولي، فمررت أصابعي على الشريط قبل أن أفكه بحذر. في الداخل وجدت أجندة صغيرة بغلاف جلدي أحمر لامع، تفوح منه رائحة الطلاء الجديد. ابتسم بابا وقال: ((يمكنك أن تكتبي فيها أرقام كل أصدقائك، وكل من تقابلينهم في حياتك، حتى لا تنسيهم)). ثم أخذ الأجندة وفتحها، فإذا باسمه مسجّل تحت حرف الألف: إيريك آلم، ومعه عنوانه ورقم هاتف مشغله.