الغاية من هذا المقال تسليط الضوء على هذا العمل الإبداعي، رواية وليد سيف الصادرة أخيرًا، "الشاعر والملك" (الأهلية للنشر والتوزيع، عمّان، 2022)، من زاوية "نظرية المعرفة"، وذلك على مستويي "العلاقة المعرفية" بين كاتب النص والمادة التاريخية و"العلاقة السردية" بين شخوص النص وواقعهم التاريخي.
مبدئيًا، يتعلق جانبٌ أساسيٌّ من "نظرية المعرفة" بعملية تحويل "المعلومات" إلى "معرفة". وبالطبع، لا تكتمل هذه العملية من دون وجود ذاتٍ واعيةٍ تقوم بتلقي المعلومات وجمعها وهيكلتها وصياغتها (ذهنيًا ولغويًا)، وتحديد ترابطاتها الداخلية والخارجية، ومن ثم إنتاجها في سياق خطاب محدّد. طبعًا، المعلومات بذاتها (أو بشكلها الفجّ) لا تشكل بالضرورة "بناءً معرفيًا"، حتى يتم احتواؤها ضمن منظومة الوعي المعرفي البشرية. وهنا، وكما يقول إدوارد دي بونو، في كتابه "أنا محق، وأنت مخطئ": "العقل البشري، وبشكل لا واع، يقوم، في الغالب، بإعادة قولبة المعلومات وتشكيلها بشكل يتفق مع قناعته المسبقة ومرجعياته الخاصة ابتداء من مرحلة استقبال المعلومة إلى مرحلة إعادة إنتاجها".