تحاول هذه المخطوطة تطيير ألف شذرة مترجمة ومستلة من مجموع أعمال الشاعر فيرناندو بيسوا الشعرية والنثرية الصادرة بالإنجليزية، لا بهدف الوصول إلى روحه بل بهدف السقوط الحر في ثقبه الأسود العظيم. ذلك أن (مايتبقى منا في نهاية الأمر هو النتف الصغيرة والقصاصات، وهي لو أدركنا، كل شيء) بحسب بيسوا ذاته. وإذا كان بيسوا قد كتب مرة فيما يشبه التعويذة: (فلتحفظ لي يارب موهبة ألا أكون مهماً، وراحة أن أكون ضئيلاً)، فإن الكثير من النقاد يجمعون على أن بيسوا و(كونفدرالية الأرواح والمؤلفين) التي خلقها وتركها بعد موته في حقيبته السحرية الشهيرة، قد جعلت من فيرناندو بيسوا (المجهول حياً) أحد أعظم الشعراء والناثرين في القرن العشرين.