"الدعوة إلى تقدير التفكير والعقل ومنطقهما في هذا الكتاب، ليست دعوة لصنع وثنية جديدة يمثلها العقل، ولكنها محاولة لتحريض الإنسان على الوثوق بالعقل ومنهجه ومنهجيته، وفحص نتائج عملية التفكير ومنطقها، لتشكيل وعي مختلف يتماهى مع ركض الزمن إلى ما بعد، ويرفض أطروحة العودة إلى ما قبل، فالزمن منطقياً لا يعود إلى الوراء في حالة بقاء الكون على ما هي وضعيته الحالية، لكنه قد يتغير تحت ظروف معينة.
وفي هذا الإطار سأتناول نقاط أحداث وتجارب وأزمنة متعددة، ابتداءً بما قبل الميلاد إلى زمننا الحاضر في القرن الواحد والعشرين، محاولاً ما استطعت قراءة تأثير الطرق التي انتهجها الفكر الإنساني بشكل عام، والفكر العربي والإسلامي، على مسيرة وفعالية العقل والثقافة في محيطه وخارج محيطه، وانعكاس ما اتخذ من مواقف متباينة، تجاه العقل وعملية التفكير وأوساطهما الاجتماعية والثقافية"