التمويل الإسلامي موضوع يحظى بالاعتراف اليوم كنظام أكاديمي متميز يجدر إدخاله في مناهج كليات الاقتصاد والأعمال والمالية والإدارة بمؤسسات التعليم العالي. وهناك عدة جامعات ومؤسسات، في بلدان إسلامية وسواها، تدرس مساقات عن المصرفية والتمويل الإسلاميين، غير أن عدم توافر كتاب دراسي قياسي يمكن اتباعه يفرض قيوداً شديدة على هذه البرامج. فيمكننا القول بثقة إن هذا الكتاب يحظى بمكانة كتاب دراسي يعطي للمستويات المتقدمة من البرامج الجامعية بالإضافة إلى برامج الدراسات العليا في الكليات ذات الصلة.

لا يزال التمويل الإسلامي موضوعاً جديداً، وثمة اهتمام كبير في إجراء أبحاث عن الجوانب المختلفة لنظريته وتطبيقه في الهيكل المعاصر. ويتوق طلاب الاقتصاد والمالية إلى العثور على موضوعات للبخث في هذا المجال. إن النهج التحليلي المعتمد في هذا الكتاب يفضي إلى إبراز المجالات المحتملة للأبحاث. وهكذا فإن قراءة هذا الكتاب ضرورية لطلاب الأبحاث في مجال التمويل الإسلامي.

يمتلك مؤلف هذا الكتاب خبرة طويلة في الأبحاث في البنك المركزي الباكستاني الذي أدى دوراً مهماً، في العقد الأخير، في تعزيز التمويل الإسلامي في البلاد. وبفضل موقعه في دائرة الأبحاث في البنك المركزي الباكستاني، أتيج له الإطلاع المعمق على عمليات المصارف الإسلامية بالإضافة إلى قدرتها على البقاء في المنافسة مع المصارف التقليدية في البلاد. وقد اتبع نهجاً عملياً جداً في عرض مادة هذا الكتاب. ومن ثم فإن الكتاب دليل مفيد لكل من يود إنشاء مصرف إسلامي أو العمل في مؤسسات مالية إسلامية.

والرسالة التي يحاول المؤلف نقلها هي أن على المؤسسات المالية الإسلامية أن تحرص على مراعاة مبادئ التمويل الإسلامي بوحي من الشريعة في إثناء استخدام أي من الأنماط المسموح بها. غير أن تأثير عمليات المصارف الإسلامية المحتمل على العملاء أو المجتمع أو الاقتصاد يعد عاملاً مهماً يحدد سلامة عملياتها، إلى جانب الامتثال لأحكام الشريعة والكفاءة المهنية لموظفيها. ومن الأسئلة الشائعة التي تواجه الممارسين: هل المصرفية الإسلامية الرائجة قادرة على إزالة التشوهات التي يحدثها النظام القائم على الفائدة، حتى على المدى الطويل؟ إنها تتطلب من جهة تعزيز دور أنماط الشراكة ورأس المال القائم على الشراكة في عملبات المصارف الإسلامية، وتعليم المساهمين وإبلاغهم أن كل الطرق الإسلامية تؤدي دوراً إيجابياً في التنمية وتكوين رأس المال من جهة أخرى، إذا استخدمتها المصارف التي تراعي أحكام الشريعة. كما أن المصرفية جزء فحسب من نظام التمويل الإجمالي والاقتصاد، على الرغم من أنها الجزء الاستراتيجي. وللسياسات الضريبية والائتمانية والنقدية للدولة تأثير حاسم على العمل المالي في أي اقتصاد. ويتطلب ذلك طرح الأموال بضمان أصول حقيقية فحسب وتعزيز الخدمات المالية للأفراد والشركات على أساس العدالة وتشارك المخاطر. لذا لتحقيق التنمية المستدامة التي تتغلغل في كل قطاعات الاقتصادات ورفاهية البشر ككل، يجب إدخال نظام التمويل بضمان أصول حقيقية بشكل تدريجي على نطاق أوسع مع الاهتمام بالأخلاق الاجتماعية الاقتصادية.

لفهم النظام المالي في الإسلام يقدم محمد أيوب كل العناصر الأساسية لهذه السوق المتنامية بعرض خلفية معمقة للموضوع وشروح واضحة لكل المنتجات والعمليات الرئيسية المرتبطة بالنظام المالي الإسلامي.

تشمل الخصائص الرئيسية:

- بحث مبادئ التمويل الإسلامي.

- مدخلاً إلى كل المنتجات والإجراءات التي تستخدمها المؤسسات المالية الدولية أو يمكن أن تعتمدها لتمويل مختلف العملاء وضمان التوافق مع الشريعة.

- بحث الدور الذي يمكن أن يؤديه النظام المالي الإسلامي في تطوير النظام المالي والاقتصادات.

- أمثلة عملية وتشغيلية تشمل الإيداع وإدارة المصارف للأموال، وتمويل مختلف قطاعات الاقتصاد، وإدارة المخاطر، والتعاملات المحاسبية، وعمل الأسواق والأدوات المالية الإسلامية.

- تقييم الانتقادات الشائعة التي توجه إلى النظام المالي في الإسلام.

إن هذا الكتاب مرجع مهم لكل من يعمل في المصارف والمؤسسات المالية ويدخل هذه السوق الخاصة ولديه التزام بتطوير الحلول الإسلامية، لكنه ضروري أيضاً لطلاب المرحلة الجامعية والدراسات العليا.