جمع تسفايج في أقصوصته بين لاعب الشطرنج ونزيل الزنزانة يبنيان هيكلها بإلتقاء المنفصلين ومشاركة المنفردين كأنهما إبرتا تريكو تصنعان معاً وكل منهما مستقلة نسيجاً يتوالى نموه غرزة غرزة حتى يكتمل، يصعب أن تفرق في عمل الإبرتين بين التوازي والتداخل وبينهما (ولس) لا ينقطع، وهذا مثل فذ لبراعة تسفايج في صناعة القصة وحبكها وتفصيلها وتركيبها وسوقها ونموها المطرد إلى غايتها المقصودة على أتم وجه بحيث تستحيل الإضافة أو الحذف.
وأود أن أخبرك هنا للدلالة على قيمة هذه الأقصوصة وإرتفاعها إلى مرتبة النماذج أو الكلاسيكيات في الفن القصصي أن صحيفة (الموند) الفرنسية خرجت عن تقاليدها الراسخة في إبان نشر قصة مسلسلة على صفحاتها اليومية وقدمت لقرائها (لاعب الشطرنج) مسلسلة على صفحاتها اليومية وقدمت لقرائها (لاعب الشطرنج) مسلسلة في أواخر صيف سنة 1972، حقاً أنها ركبت موجة الإهتمام بمباراة الشطرنج الدولية بين بوبي فيشر الأميركي وموريس سناسكي الروسي في مدينة لايكافيك، ولكن لولا قيمة هذه الأقصوصة ورغبة الموند أن ترفع بفضلها إهتمام قرائها بهذه المباراة من مستوى نادي هواة الشطرنج إلى مستوى حضاري وثقافي ورفيع، لما ظهرت على صفحاتها مسلسلة...