وداعا كولومبوس وقصص اخرى بقلم فيليب روث ... في أول لقاء لي مع بريندا طلَبَتْ مني أنْ أحمل نظاراتها. ثم تقدَّمتْ من حافّة لوح الغطس ونظرتْ بارتباك إلى البركة؛ لم يكن في استطاعة بريندا حسيرة النظر أنْ تعلم إنْ كانت مُفرَغَة من الماء. غطستْ بأداءٍ جميل، وبعد لحظة عادتْ إلى جانب البركة، ورأسها ذو الشعر الأصحر المقصوص قصيراً مرفوع، يتقدّمها مباشرة، وكأنّه وردة على ساق طويلة. انسابتْ نحو الحافّة وأصبحتْ إلى جواري. قالتْ، وعيناها مُبلّلتان وكأنّما ليس من الماء، «شكراً لك ». مدَّتْ إحدى يديها لتتناول نظاراتها لكنها لم تضعها إلا بعد أنْ استدارتْ وابتعدتْ. راقبتها تبتعد. وفجأة ظهرت يداها خلفها. أمسكت أسفل رداء الاستحمام بين الإبهام والسبّابة وربتتْ برفق على ما برز من اللحم وأعادته إلى مكانه. وغلى دمي. في تلك الليلة، وقبل العشاء، اتصلتُ بها. سألتني عمّتي غلاديس «بمَنْ تتّصل؟ » «بفتاةٍ قابلتُها » «دوريس عرَّفتكَ عليها؟ » «لا يمكن لدوريس أنْ تُعرّفني على الرجل الذي أفرغَ البركة، يا عمتي غلاديس » «كفاك انتقاداً طوال الوقت. القريبة تبقى من الأقرباء. كيف قابلتها؟ » «أنا لم أُقابلها حقاً. بل رأيتُها وُلِدَ فيليب روث في نيوارك، نيو جرسي، في عام 1933 . تلقّى تعليمه في جامعة بكْنِلْ وجامعة شيكاغو. كان حتى وفاته مقيماً في كونكتيكت. في عام 1997 فاز فيليب روث بجائزة بوليتزر عن رواية «حكاية رعوية أميركية». وفي عام 1998 تلقّى الوسام الوطني للفنون في البيت الأبيض، وفي عام 2000 حصل على أعلى جائزة من الأكاديمية الأميركية للفنون والآداب، وسام القصة الذهبي، الذي كان قد حصل عليه قبله جون دوس باسوس، ووليم فوكنر، وشاؤول بيلو، وغيرهم. وقد نال مرتين جائزة الكتاب الوطني، جائزة بن/فوكنر، وجائزة نقاد الكتاب الوطني. وفي عام 2005 حاز على رواية «التآمُر على أميركا» جائزة جمعية المؤرّخين الأميركيين على «الرواية التاريخية الرائعة حول موضوع أميركي لموسم 2003 - 2004».