ليس في الأمر سرٌ ولا وصفة سحريّة... بإستراتيجيات ست بين منافسة وعلم وديموقراطية وطب ومجتمع إستهلاكي وأخلاقيات عمل، ألحقت حضارة أوروبا الغربية الهزيمة بإمبراطوريات الشرق المتفوّقة...
وتحولّت من ممالك متخلّفة أنهكتها الحروب والأوبئة إلى حضارة تهيمن على العالم قاطبةً، بما فيها حضارات الشرق، وحدث، منذ ذاك الوقت، إنقلاب كبير في موازين القوى العظمى...
كيف تمكّن الغرب من تحقيق هذه الإستراتيجيات "القاتلة"؟ ما هي البنية السياسية التي اتّبعتها البلدان فتقدّمت؟ كيف تفوّقت النزعة التجارية الهولندية مثلاً على إمبراطورية الصين العظيمة، أو كيف تمّ تحدّي الإمبريالية في الهند وجامايكا وجنوب إفريقيا؟...
كتابٌ يحلِّل ويوثق كل ذلك عبر رحلة تاريخية إستثنائية بجدارة عبر القنال الكبير في نانجينغ، وقصر توبكابي في اسطنبول، وماشو بيكو في الآنديز، وجزيرة القرمز في نامبيا، وأبراج براغ والكنائس السرية في وينزهاوز.
كتاب يستفزُ منذ البداية، ويرضي طموح مُحبّي التاريخ بأدلّته ودقّة ملاحظاته وصدقية رؤيته وروايته للأحداث، تمكن مؤلفه من التوجّه فيه إلى جميع الفئات العمرية، عبر إعتماده أسلوباً سلساً، بسيطاً وواضحاً، دون أن يخلو من العمق البحثي.