ذات يوم، يتلقّى الروائي الشهير ر. رسالة غريبة تحكي له فيها امرأة مجهولة، بجرأة وشفافية، عن حياتها، بلحظات فرحها وحالات خيبتها، مُعترفة بأنّها تُكنّ له منذ سنوات حبّاً صادقاً وعميقاً. وسرعان ما ينكشف القناع عن هوية هذه المرأة التي لم تكن، ربّما، مجهولة لديه...
ذات ليلة، يلتقي مُسافر في حانة برجل كان فيما مضى فخوراً متسلِّطاً، فغدا اليوم خاضعاً مُنكسراً، ويحكي له قصّة حبّه الذي ضاع بسببه، لأنه لم يعرف كيف يُحافظ على زوجته التي طالما أهملها وأذلّها.
تجسِّد هاتان الحكايتان الصادرتان سنة 1922 فنّ ستيفان زفايغ وقدرته على التّعبير عن معاناة الحبّ من طرف واحد، وعن الشغف الذي يَحرق القلوب ويُفقد العقول، كما تؤكِّدان مجدداً موهبة زفايغ في وصف نفسيات شخصياته وتحكّمه البارع في السرد. وإذا كان الحبّ هو جوهر هاتين الحكايتين، فلا مكان لالتباس الأحاسيس هنا: الشّغف مُطلقٌ!