بعنوان "الاستياء العالمي: حوارات مع دَيفِد بَرسَميان حول التهديدات المتزايدة للديمقراطية" وعنوان فرعي "مشروع الإمبراطورية الأمريكية"،
وهو من تأليف نُعَوم تشومسكي وترجمة وتقديم د. محمد جياد الأزرقي. يضم الكتاب 12 حواراً جرت على مدى 5 سنوات بين عام 2013 لغاية 2017، بين المؤلف القدير نُعَوم تشومسكي وزميله دَيفِد بارسِميان. تناولت هذه الحوارات مواضيع شتى مثل أسباب دعم الولايات المتحدة غير المشروط لإسرائيل، والتشابه بين نظام جنوب إفريقيا العنصري وإسرائيل، ودعم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وكندا للأبرتهايد الذي يزدهر اليوم في إسرائيل من خلال مؤسسات بيروقراطية وسوقية وعسكرية معقدةٍ تتفوق على نظيرتها الجنوب إفريقية إبان الفصل العنصري.
أيضاً تناولت الحوارات البرامج الجاسوسية للدول واللعبة الديمقراطية وقضايا الشرق الأوسط وداعش والأكراد وتركيا وإشاعة المخاوف والترويج لها والتحالفات والهيمنة وجذور الصراعات والإنتخابات والتصويت ورئاسة ترامب، وغيرها. في هذا الكتاب تأخذك متعة ساحرة تغرق فيها حين تتابع كلام تشومسكي الهادئ وتقرأ أفكاره العميقة وتحليلاته المنطقية وأسلوبه المتميز وجمله المقتضبة.
تساعدنا أفكاره أن نستوعب ونفهم هذا الكوكب شديد الازدحام، والملوّث بالقسوة والغطرسة وشبق التوحش. في الواقع يبدو "مشروع الإمبراطوية الأمريكية" هو ردّ فعل للتغيرات، التي حدثت في ميدان التفكير الستراتيجي الأمريكي، إضافة إلى الموقفين العسكري والاقتصادي في البلاد. اعتُبِرت فكرة الإمبراطورية، ولوقت طويل، هجوماً على التراث الديمقراطي الأمريكي. وهي تهدد الآن بأن تكون هي ما يحدّد العلاقة ما بين أمريكا وبلدان العالم الأخرى. فما هو سرّ الاعتناق والتشبّث بالطموحات الإمبراطورية؛ وماذا سيترتب على ذلك داخل أمريكا وخارجها، وما هي البدائل لهذه الميول الخطيرة، وماذا سيكون في انتظار العالم عند نهاية الطريق؟