الطلب الأخير
«الطّلب الأخير» هي قصّة أربعة رجال مقرّبين من صديقهم جاك، الجزّار اللندنيّ الذي توفّي مؤخّرًا، يجتمعون لتحقيق أمنيته الأخيرة: أن يُنثر رماده في البحر. الرّجال الذين تتمحور حيواتهم حول العمل والعائلة وسباقات الخيول، والمشرَب الصّغير الذي يجتمعون فيه دومًا سنوات طويلة، لابدّ أن يقطعوا الطّريق معًا إلى بلدةٍ ساحليّة لندنيّة بعيدة لإنجاز المهمّة. عبر المحادثات والمونولوجات والذكريات، وبينما تستقلّ المرسيدس ذات اللون الأزرق الملكيّ نحو البحر، ترسم كل شخصيّة طُرُقَ حياتها التي سلكتها لتصل إلى هنا، الطُّرُق التي شقّتها باختيارها حينًا وبالحظّ والقدر أحيانًا أخرى: عبر الحرب العالمية الثانية وتبعاتها، ودراما الحياة العائلية، وعلاقات بعضها ببعض، بينما جاك ينتقل بين أحضان راكبي السيّارة، رمادًا في جرّة. خلقَ سويفت، من خلال منح كل شخصيّة الفرصة لتتحدث عن نفسها بطريقتها وأسلوبها، تنوّعًا مميّزًا من الأصوات والتفاصيل غير المكتملة أبدًا وزوايا النظر إلى الأحداث. يكتب سويفت سرديّة تكشف بدقّة لا عن الارتياح للعادات العتيقة والأصدقاء القدامى عند كبار السّن، بل وتعقيد التقدّم في العمر، وشجاعة خوض الحياة اليوميّة، ومحاولاتهم الدائمة للعثور على مبرّر لخوضهم كل التلك السنوات الماضية دون أن يُنجزوا، وقد اقترب الموت، ما كانوا يأملون.