لا عجب أن يهتم المسلمون والمتصوفة تحديدًا بعيسى بن مريم وأمه، فالقاعدة القرآنية تؤسس لهذا الحب والاحترام الكبيرين، وإذا ما تناول الصوفيّة شرقًا وغربًا في العالم الإسلامي، هذا الموضوع لا شك أن معالجتهم ستكون مختلفة وغرائبية بعض الشيء، وهذا ما سيتضح للقارئ تباعًا من خلال رحلته مع هذا الكتاب، لينتهي بنا جميعًا بفتح أسئلة جادة ليست فقط عن طبيعة العلاقات الإسلامية - المسيحية خلال قرون مضت وكيف آلت الآن في هذا الوضع المُتردي، ولكنها تفتح آفاقًا لفهم أفضل لكل من الإسلام والمسيحية والعلاقات المتشابكة بين رسالات الأنبياء عموما وفيما يخصّ الإسلام والمسيحية تحديدً