هذا كتاب يتضمّن رؤية غير مألوفة عن تاريخ الدولة العثمانية بنظرٍ تحليلي رصين، فهو يتوسّل بالأسباب الموضوعية الداخلية والخارجية التي أوصلت قبيلة صغيرة مجهولة إلى أن تبسط سلطانها على قارات ثلاث، ويبحر بنا عقل الكاتب مع صحبة التُّرك منذ البذرة إلى الجذور، بالغاً بنا الثمار وإلى الإمبراطورية العثمانية العظمى.
وبعيداً عن النظرة التي تقوم على الأسرار والمعجزات التي تُسيِّر التاريخ فإنَّ "محمد جميل بيهم" يبذل جهوداً كبيرة حتى يُبيِّن عن السبيل التي تقوم بها النهضة وتتقدّم بها الأمم.
وبعدُ، فالكتاب آية في النظام والوضوح والتشويق، مع إهتمام شديد بالعلل والأسباب التي تُحرِّك الأحداث وتنسج التاريخ بدون مغالطات ولا مبالغات.
وهو من وجه آخر، دروس وعبر لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.