كشفت ملابسات حرب الخليج الثانية واحتلال العراق تباشير نظام عالمي جديد تحكم العلاقات الدولية فيه - كما في أي نظام دولي جديد سابق - دول العمالقة الإقتصاديين والعسكريين. والولايات المتحدة الأميركية هي الدولة التي تنفرد الآن بامتلاك القوتين العظميين عسكريا وإقتصاديا، وهي وحدها التي بمقدورها التحكم بدقة في السياسة الدولية في جميع مجالاتها، ما لم تتبلور مراكز قوى جديدة فاعلة تكبح جماحها وتحد من سيطرتها وسيطرة مجتمعها الصناعي الإمبريالي على العالم.
هذا الكتاب يحاول الإجابة عن السؤال الأهم بالنسبة لنا نحن العرب والمسلمين، وهو: هل يستطيع العرب والمسلمون إيجاد موطىء قدم لهم في عالم اليوم الذي بات مفتوحا لكل ألقدام باختلاف مقاييسها؟ وهل يمتلكون - في ذواتهم، قبل اعتمادهم على الخارج - ما يتيح لهم إيجاد موطىء القدم هذا؟