من المعروف أن لفلسطين و القدس، تاريخاً وتراثاً عالي الأهمية، وأن لها في نفوس أكثر سكان الأرض مكاناً علياً، وقد درس الآخرون ما يخصهم في القدس دراسة جدٍّ وتعمق طوال عشرات بل مئات السنين. أما العرب، أما المسلمون، فهم لم يدرسوا تراث أرض الإسراء والمعراج دراسة ترتفع إلى مستواه من الأهمية. لم نبحث فيه ولم ننقب البحث والتنقيب الذين تفرضهما أهميته وقدسيته علينا. لذا يجب علينا دراسة تراثنا في القدس وفلسطين، لمعرفة ماهيته المعرفة المعمقة، ولتعرّف العالم بماهية هذا التراث وخصوبته ليرى العالم طابع الهوية العربية الإسلامية في فلسطين واضحاً ناصعاً بارز المعالم في كل شبر من أرض الوطن المغتصب، ولنحدث العالم عن علمٍ بصورة تدحض المفتريات وتجهز على التشويه الذي يطلع به العدو الصهيوني في كل يوم، ويذيعه على الملأ في كل أنحاء العالم.. وأمثله تشوه التاريخ الإسلامي في فلسطين.
من هنا يأتي هذا المعجم المقدسي أو الموسوعة المقدسية الهجائية (من الألف إلى الياء)، وأكناف بيت المقدس المقدس. وليس من شأن المعاجم والموسوعات التوسع في شرح المادة المترجم لها، وإنما هي تعريفات، تروي ظمأ العامة إلى المعرفة، والهدف فتح كوّة أمام الباحثين للتوسع بما في تلك الموسوعة، وجعل كل مادة فيها كتاباً منفرداً. أما المصادر والمراجع التي رجع إليها المؤلف عند كتابته لمادة هذه الموسوعة، فهي عشرات الكتب التي تحدثت عن القدس بخاصة، وفلسطين بعامة، وكذلك كل ما وقعت عليه عينه في كل ما كتب عن فلسطين والقدس.