حولي كومة من الأوراق وكوب شاي لم ارتشفه بعد وما زال البخار يتصاعد منه وهاتف مكتبي يرن باستمرار ويلح عليّ بالإجابة والشمس تطل بأشعتها من الشباك المجاور لمكتبي ومنظر أشجار الورد المحمدي مختلف الألوان يجذبني لأن أتجاهل كل شيء وأتأمل زرقة السماء وأنصت لكل صوت ودبيب، عقارب الساعة فأرة جهاز الحاسب الآلي صوت الضغط على لوحة المفاتيح وأصوات خطوات أجهل مصدرها وصوت عصفور .. وعقلي شارد إلى أبعد مدى وروحي تحلق في مكان آخر رافضة الوضع التي باتت عليه وتتساءل السؤال الأعظم .. ماذا لو؟
ماذا لو اتبعتُ حلمي وتجاوزتُ العوائق كلها، ماذا لو عاد بي الزمن إلى حيث انقلبت حياتي رأساً على عقب إلى تلك الليلة المشؤومة إلى باقة الورد التي احترقت وأحرقتني معها إلى تلك الهزة العنيفة؟ ماذا لو عاد بي الزمن إلى ذلك اليوم لأغير كل شيء، أين سأكون لو إنني لم أمت قبلاً، وكيف سأكون لو إنني لم أنجب ثلاثة أولاد، لو إنني لم أتزوج، هل كنت سأكون أسعد مما أنا عليه؟
لا أدري لماذا اليوم بالذات عاد بي الزمن إلى ثلاثة عشر سنة للوراء، إلى عمر الشباب إلى السنة التي غيّرت حياتي، سأغلق عيني وسأحلّق إلى زمن آخر وسأحكي قصتي.