من أرادَ أن يقرأ نصاً روائياً يمثَلُ ما عُرف بالواقعيّة السحريّة Realismo mágico خيرَ تمثيل فعليه بهذه الرواية.
ومن أرادَ أن يغامرَ ويُبحرَ في عوالمَ فنطازية لا يخرجُ منها إلاّ بما تخرج به الشبكة من شعاع الشمس أو قبضة اليد من الريح فعليه بهذه الرواية.
ومن أرادَ أن يملأ خيالهُ بصورٍ وأوصافٍ وأخيلةٍ ومشاعرَ من دون أن يخرج بقصّة نُقصَ ولا بحكاية تُحكى فعليه بهذه الرواية.
ومن أرادَ أن يتفرَّج على عالم من مخلوقات مرعبة مشوهة كاريكاتيريّة منحرفة السلوك غريبة التفكير تعيش في عوالم سفلية مغلقة غامضة فعليه بهذه الرواية.
ومن أراد أن يطوفَ في الموروث الشعبي لبلاد (نيرودا) و(إيزابيل أليّندي) ويسيحَ في عالم خرافاته ومعتقداته بساحراته وبعابيعه وسعاليه وطيوره الخرافية ومسوخه فعليه بهذه الرواية.
ومن أراد أن يختلط حابله بنابِله وأن يخوض عبابَ نصّ لا يفرّق بين ما يقولُ هذا وتقولُ تلك إلا بشقّ الأنفس وإلا مستدلا عليه أو عليها بفتحة هنا وكسرة هناك، من دون فاصلة تفصل ولا إشارة تشير ولا سابقة تمهّد للقادم ولا إنذار يحذّر من الآتي، فعليه بهذه الرواية.
ومن أراد أن يجد للشخصية الواحدة ألف مسمى ومسمّى، وألف عصر وعصر، وألف حدث وحدث، وأن تتداخل أفعال الشخصيات مع بعضها وببعضها حتى تكشف بعد فصول كثيرة وعلى إمتداد صفحات طويلة خيطاً رابطاً يربطها على هيئة كلمة أو صفة مكررة أو حادثاً قطع هناك واستؤنف هنا، فعليه بهذه الرواية.