عندما يتوحّش العالم المتحضّر، ويصبح الهدف الأوحد من العلوم هو الاستزادة من الأرباح، يخرج علينا أناسٌ يحلمون بعالمٍ آخر، مليء بالخير والجمال، ويسعون لتحقيقه مُبتعدين عن عالم الكراهية وكل ما من شأنه أن يقود إلى التناحر. وهذا ما حدث هنا، في هذه الرواية التي تدور وقائعها بين الأرض والمرّيخ (الكوكب الأحمر) إذ بلغ التنافس على اكتشاف الفضاء وغزوه مبلغًا باتت معه وكالات الفضاء تُرسل رحلاتٍ إلى المرّيخ مأهولةٍ بالبشر بغرض استعماره وإيجاد مكان آخر يعيش فيه البشر. فماذا لو صارت أرض القتال هي المرّيخ؟ ليس لعناصر التشويق في هذه الرواية أيّة حدود. لكنها، وهي تدع خيالها يجمح في المستقبل، تستعين بوقائع ومعلومات حقيقية تُعطي القارئ معرفةً عميقة بالفضاء، وما يدور في البعثات الفضائيّة، وما هي تضاريس المرّيخ وجغرافيّته، وكيف يمكن لروّاد الفضاء أن يتواصلوا مع بني جنسهم على الأرض وهم في أعمق مجاهل الكون. من جبل المرّيخ البركانيّ «أوليمبوس مونس» الذي تبلغ مساحته 80% من مساحة فرنسا ويبلغ ارتفاعه ثلاثة أضعاف ارتفاع قمّة إيفرست؛ والروبوت الذّكي «كيريوسيتي» الذي أنزلته وكالة الفضاء الأمريكيّة ناسا على سطح المريخ في فوّهة غيل؛ إلى مهمّة المرّيخ واحد، ومسبار الأمل.. تقدّم الرواية مغامرةً مشوّقة وتحديّات خطيرة تخوضها عدّة شخصيات من مختلف دول العالم وحضاراته وأديانه، يجمعها حُبّ الإنسانيّة والخَير، وطلب العلم حتى لو كان في المريخ.