قال الناقد محمد أسليم إن الرواية الأخيرة للشاعر والقاص والروائي محمد الأشعري (القوس والفراشة) تعد تجربة متميزة ترصد تحولات المجتمع المغربي وتربط الجسور مع عمله الأول "جنوب الروح" الصادر قبل 14 سنة.
وأوضح الناقد أسليم، في مداخلة له أن هذا العمل الأدبي "الذي كرس صوت محمد الأشعري روائياً"، يتيح تبين وجود خيط رفيع بينه وبين سلفه (جنوب الروح)، وذلك في نقطتين على الأقل، تتعلق أولاهما بالتوليف بين معالجة الموت باعتباره موضوعة كونية وبين التحولات التي يعرفها المجتمع المغربي مع فارق كون العمل الأول ركز على موت المكان فيما وقفت الرواية الأخيرة على موت أشخاص محددين.
بينما تهم النقطة الثانية التقاطع، عبر الكتابة الروائية، مع ما يتم التوصل إليه في حقول معرفية مثل الأنثربولوجيا والتحليل النفسي حيث يرى الناقد أنه مثلما أتاحت رواية "جنوب الروح" الوقوف على بنية المجتمع المغربي التقليدي سارت رواية " القوس والفراشة " على المنوال نفسه مع بعض الخلاصات المرتبطة بمجتمعات الحداثة وما بعدها والمتمثلة في "إنعدام اليقين ونهاية الطوباويات والتواريخ الكبرى لفائدة الحكايات الفردية وتلاشي الزمان لفائدة المكان وسيادة الحديث عن نهايات (نهاية اليقين، نهاية المثقف، نهاية السياسة ... إلخ).