يقف الدكتور إبراهيم بورشاشن في كتابه هذا على أرضيةٍ صلبة، صارت واعدةً بسبب قوتها وغناها. فهو يعرف الفلسفة الرشدية معرفةً دقيقةً ومتميزةً، ويعرف الفقه المالكيَّ معرفةً جيدةً أيضاً. ولذلك فقد قدَّم دراسةً عميقةً للقواسم المشتركة في الخطاب الرشدي العامّ، وليس الفلسفي والفقهي وحسْب، بل والكلامي والعَقَدي أيضاً.
وهكذا فالدراسة هذه رائدةٌ لعدة جهات: إثبات وحدة المنهج في فكر ابن رشد، واستكشاف علاقة ابن رشد الحفيد بفقه ابن رشد الجدّ والفقه المالكي بشكل عام، والنتائج الكبيرة المترتبة على هذا "التوحُّد" فلسفةً وفقهاً وكلاماً. والذي أراه أنّه ستكونُ لهذه الدراسة الرائعة آثارها في تجديد النظر على الإسهام الرشدي البارز في الثقافة الإسلامية، وثقافة العالم.