"""أوه فهمت. الأمر وما فيه أنه كان عليك يا ابنَ أختي العبث بأوراقي الخاصة في دُرجي وإسماع العالم اللعين رأيك المتعنّت عنّي؟ أتعلم ما أنت عليه؟ أنت هراء صغير، نكرة، لديك ذكاء عثة. أنت بقعة وسخة من تلك القرية، التي هي نفسها بقعة وسخة. أنت لا شيء. وهل تعرف كيف أعرف؟ لأنني كنت مثلك. بحق الجحيم، لقد كنتُ أنتَ، باستثناء أنني لم أكن سمينًا. لكنني عرفت مكاني فابتعدت، عرفت ما عليّ تعلّمه فانكببت على نفسي وتركت فمي مُغلقًا وأنصتُّ وتعلّمت واشتغلت، أيها الحقير الصغير، اشتغلت حتى صنعت شيئًا من نفسي."" * مورّاي ثوايت، ناقد شهير غادر قريته صغيرًا فتعلّم واجتهد حتى نال مكانة مرموقة في الوسط الثقافي الرّفيع في نيويورك، ولم يعُد إلى قريته أبدًا. تعتني به زوجته المتفانية، وابنته الوحيدة التي يؤمن سِرًّا أنّها فاشلة في الكتابة. هذا هو الحال حتى مجيء بوتي تاب، هاربًا من القرية إلى خاله مورّاي الذي يرى فيه شخصيّة أسطوريّة يتطّلع إليها بكلّ تقدير. وفيما يرى مورّاي في ابن أخته بذرة تستحقّ الاعتناء، فيُسكنه بيتَه، يتكشّف لبوتي زِيف خاله من خلال تقليب أوراق مكتبه والاقتراب أكثر فأكثر منه، فيقرّر تعريته تمامًا أمام وسطه الثقافيّ الرّفيع، والانسلاخ من هذه العائلة."