ركن التأمّل هي بورتريه متمعن لحياة زوجية وبوح شجاع بأسرار الحميمية والثقة والإيمان والمعرفة، وبيان أدبي عن حالة غرق السفينة العالمية الذي يوحدنا جميعاً.
وكما يشير دون ديليلو وجيمس بالدوين إلى أن " الجمل هي مفاتيح الروايات " يبدو أن جيني اوفيل استفادت من ذلك ومن نصيحة فوننغوت، فكتبت هذه الرواية مستفيدة من ذلك كله في محاولة منها للبحث عن نمط الرواية المقبل، رواية الألفية الثانية والقرن الواحد والعشرين وقدمت عملاً مغامراً غير تقليدي بعيداً عن السرد الروائي المألوف الذي برزت فيه الرواية الخطية ذات التواصلية الاستمرارية كأعمال الروائيين الفيكتوريين والروس. رواية القرن التاسع عشر.
تقدم جيني اوفيل هنا عملاً (شجرياً) تقفز فيه الكاتبة من فرع إلى آخر وبشكل شبه عشوائي أحيانا. وتقوم فيه بنقل الواقع اليومي المعاش بعد تدوين أفكارها عنه في بيئة افتراضية.
في مقتطفات مقتضبة من الحياة، كما عاشتها الزوجة الكاتبة تبني اوفيل كولاجاً جميلاً لكيان الراوية. حيث تنشر حقائق علمية، ومآزق فلسفية، واقتباسات أدبية، وتتجنب السرد السطحي المباشر للقصة، وتقدم بدلاً عنه اتصالات مُجرّدة تستولى بصورة أفضل على عقل وروح الراوية.