تتطرق هذه الرواية إلى أجزاء من الحرب الأهلية الإسبانية، وقد استمد مالرو جزءاً كبيراً من مادة هذه الرواية من خلال انخراطه الشخصي في الثورة التي قادها الجمهوريون الإسبان صد الجنرال فرانكو. وقد أثارت هذه الرواية إعجاب اليمين واليسار على حد سواء. إذ جمعت في طرحها بين البطولة والإنسانية والجمالية الفنية، حيث تناول من خلالها مسألة الثورة ووحدة الأمة، ولتتناول متافيزيقيا الحياة والمواد والتضحية والبطولة والفداء، وملخصاً جوهر وظيفة المثقف في النطاق السياسي. هذا المثقف الذي يمكن التعويل عليه في المساهمة، ولو بقدر ضئيل، في تصحيح الوضع الإنساني، ولا سيما في عالمنا الثالث ومنه فضاؤنا العربي. إذ يكون قادراً على إنتاج الأسئلة الضرورية، وفي الوقت المناسب. هذه الأسئلة ربما تكون نوعاً ما حائلاً دون تكرار حدوث "الحوادث" في أفق مستقبلنا.