ما تزال دهشتي شديدة حتى الآن من إكتشاف كتاب الأسماك، ومتوهجة كاللون الرخامي الفوسفوري الذي جذب عينيَّ في صباح غير عادي، وكوميض الدوامات الغريبة التي لوّنتْ ذهني وسحرتْ روحي وشرعتْ على الفور في عملية فك خيوط قلبي، والأسوأ من ذلك، حياتي إلى خصلة الخيوط الهشة التي تُشكّل القصة التي أنتم بصدد قراءتها.
ما الذي كان يشير إليه ذلك الوهج الرائع الذي دفعني إلى الإعتقاد بأنني عشتُ الحياة نفسها مرة تلو أخرى، كمتصوّفٍ هندوسيِّ عالقٍ إلى الأبد في العجلة السرمدية، ذلك الوهج الذي صار قدري، وسرق شخصيتي، وجعل ماضيَّ ومستقبلي غير قابلين للفصل؟...