نظرت سامية إلى ساعتها: الثانية والنصف. غريب، ليس من عادة نبيل أن يتأخّر من غير أن ينبئها. ما كادت تنهي تأمّلاتها حتى رنّ الجرس. هرعت إلى الباب. كانت سهى.
- أوصلتك طانط عزيزة؟
سألتها سامية كي تقول شيئاً، ولو سخيفاً، وتتجنّب هواجسها. ثمّ انشغلت بإعداد طعام الفتاة قبل أن تقيس حرارة طارق، ثمّ بسكب صحن حساء لابنها المريض. بعدما أنهى الولدان الأكل، نظرت إلى ساعتها:
- غير معقول أن يتأخّر نبيل حتّى الرابعة من غير أن ينبئني.
واجتاحها غضب على زوجها الغائب. تناولت الهاتف وتلفنت لمكتبه. ردّ صوت أنثوي:
- ممكن احكي نبيل دقداق؟
- من يريده؟
- زوجته.
ثمّ صمت طويل.