(أبناء الريح) رواية واقعية –إجتماعية- تنتج التحليل النفسي لشخوصها، بالإتكاء على الموروث، وبعض الأساطير الشعبية، لتطرح من خلالها "ليلى الأطرش" وبجرأة بالغة أسئلة الوجود الطبرى: " قدر الموت والحياة والإختلاف والصراع مع الأقدار لتغيير مسارها، ومع الذات والمجتمع وما يتخلل هذا الصراع من حب وغيرة وشك وعشق وتمرد وإستغلال وإنهزام وإنتصار". هكذا تصف الأطرش روايتها التي ترصد مسارات حيوات عدد من الفتيات والفتيان ممن نالوا نصيبهم الوافر من اليتم أو التفكك الأسري وحتى مجهولي النسب داخل دور الرعاية ومراكز حماية الفتيات.
أما التعبير الأكثر أهمية عن هذه الرواية ما قالته ليلى الأطرش يأن عملها "يرصد تمرد ومشاعر واستغلال هؤلاء الأطفال والشباب داخل الدور وخارجها من خلال تفاصيل دقيقة ووقائع لا يمكن تصورها".
هذا، وقد اعتمدت الروائية في الوصول إلى تلك المعلومات من خلال الزيارات المتكررة لدور الرعاية والمشرفين عليها ولقاء مع المسؤولين والعاملينوبعض من تركوا العمل ثم المتطوعين وبعض الأطفال والشباب... لتقتحم عالم من عاشوا في هذه الدور، أو من تمكنوا من الخروج منها من خلال قصة شاب هو أنموذج وقدوة وذلك حين قهر يتمه وحقق مكانه علمية واجتماعية رغم التجربة المرة التي عاشها بين جدران تلك الدور..