رواية الجنة المقفلة بقلم عاطف أبو سيف.. " لم يبقَ إلا كابوتشي. رحلوا كلهم في دروبٍ مختلفة، وظل وحده أثرًا في صحراء الغياب، يرتق سترة الماضي الممزقة، ويعيد نسج حكاياتهم، نقمةً لا تزول؛ ثم يظل عليه أن يواصل بعناد البحث عنهم رغم ذلك. منهم من سار في دهاليز الموت متشعبة النهايات، ومنهم من حملته الغربة في مثلثات برمودية،
وصارت الأخبار عنه ليست أكثر من شائعات حدود الصدق فيها واهية مثل نسمةٍ ضالة في يوم قائظ. وحده كابوتشي نجا، بشكلٍ أو بآخر، من سيرة الغياب التي مست العائلة مثل وباءٍ قهري. لصدفة ما، أو ضمن ترتيب مجهول اليد، لم يمض على النكبة ثلاثون عامًا حتى حطّت رحال أفراد العائلة في عوالم بعيدة مختلفة ومتفرقة، وظلّ كابوتشي وحده داخل البلاد.