يعدّ هذا الكتاب صرخةً في وجه التعصّب الدينيّ الّذي ميّز تلك المرحلة الّتي عاش فيها فولتير، وقد ناقش فيه الصراع بين الكاثوليك والبروتستانت، داعياً البشر إلى أن يكونوا أكثر رحمةً، ونبّه إلى ضرورة تحكيم العقل بوصفه منبعاً للتسامح وسياجاً حامياً من داء التعصّب.
ولا شك في أنّ الدافع الرئيس لتأليف هذا الكتاب هو مصرع جان كالاس على يد التعصّب الدينيّ المذهبيّ، حيث ينتهي الأمر بإنتصار الضحيّة، وتنتصف العدالة له بفضل الجهود الكبيرة التي بذلها فولتير، وبفضل مثابرة زوجة كالاس وأبنائه، ومحاميه الّذين أبدعوا في عرض قضيّته أمام القضاء الفرنسيّ.
وقد عرض فولتير في هذا الكتاب المجازر الّتي ارتكبها الكاثوليك ضدّ البروتستانت حتّى إنّ المرء ليتساءل: هل كان فولتير كاثوليكيّاً بحقّ؟ وكيف جرؤ على أن يدين طائفته؟