ينسحب المراهق توني ويبستر من علاقة حُبّ جمعته بفرونيكا، ليجدها تصاحب أعزّ أصدقائه فورًا، فقد بعثا له برسالة طالبَين منه أن يتفهّم الأمر. فأجاب على رسالتهما، ثم عاش بعدها أربعين عامًا خالي البال، مرتاحًا، حتى بات رجلًا في منتصف عمره: تزوّجَ وأنجب وتقاعد من عمله. ثمّ تصله رسالة تنسف تلك الأعوام الطويلة من عمره كلّها؛ تُعيده إلى علاقةٍ نسيها تمامًا، فينفتح له باب لا يوصف سوى بأنّه يقود إلى جحيم النّدم. لقد ترك وراءه أمورًا كبُرَت في غيابه وتوحّشت مثل أشجار الغابة، وبات عليه العودة لمواجهتها. بأسلوب أدبيّ يوصف بأنّه ما بعد حداثي، يقدّمه لنا أحد كُتّاب إنجلترا المعاصرين الكبار، نُطالع رواية فلسفيّة تُسائل مفاهيم الزّمن والذاكرة والتاريخ: هل البحث عن الذات رحلة متواصلة؟ وهل النّضج والتقدّم في العمر لا يعِدان بالرّاحة والحياة السّعيدة كما يظنّ الجميع؟ تقول الرواية: «التّاريخ ليس أكاذيب المنتصرين، إنّه أقرب لأن يكون ذكريات النّاجين: أولئك الذين لم ينتصروا، ولم ينهزموا.»