لا تبك أيها الطفل رواية عن صبي اسمه نجوروغي نشأ في زمن تمرد الماوماو الذي اجتاح كينيا في الخمسينيات وأوائل الستينيات كحركة سرية لمقاومة الاضطهاد الاستعماري، وعن سعي نجوروغي للتعلم وحب مويهاكي ابنة معذّب عائلته. إن قضية الماو ماو انتهت وأصبحت من الماضي، لكن رواية لا تبك أيها الطفل تابعَتها بغض النظر عن سياقها التاريخي، ثم حصلت كينيا على استقلالها وتناوب على حكمها العديد من القادة الأفارقة، ولكن شيئا لا يزال خالدا: قصة حياة نجوروغي. تتغير الكتب عبر الزمن بطريقة رائعة إذا ما كتبت بحبر الفن، إنها دلالة على مدى انجاز نغوغي ككاتب بإعادة تكوين فكر وأجواء وتوترات وحالة عصر الماو ماو. كما أنها كتبت في وقتها الخاص، حاملة القوة التي تجعلنا نشعر بالوقائع الثابتة: آمال الشباب، واستحالة العالم، والطريقة التي تؤثر فيها السياسة على حياتنا الحميمية، وضرورة المقاومة وقيمة العائلة. ولو لم يكتب نغوغي عملا أدبيا سوى لا تبك أيها الطفل لتبوّأ مكانة متميزة في الأدب الأفريقي. إنه ينتمي إلى الروائيين الاحتجاجيين. في الواقع إن جومو كينياتا، الذي هو موسى الأسود في الرواية، هو الذي أدخل نغوغي السجن عام 1977 لمدة عام من الحبس الانفرادي.