«اسكن في قلب أسد، ولا تسكن في قلب إنسان»، نصيحة سمعها قبل أن ترحل أمه، فالإنسان، كما يقال، بئر عميق معتم.
مع رحيلها، تتحوّل حياته إلى مسار تراجيدي يجد نفسه مستسلماً له، فيما يخطف القدر أصدقاءه واحداً تلو الآخر. فينزوي بأيامه الأخيرة في بيت يطلّ على بيروت.
فجأة تدخل فراشة إلى البيت، تعيده إلى بلدته وطفولته، إلى العمر الذي ينطبع فيه كل شيء، وإلى الأمكنة التي حملها دوماً معه في تخيلاته الأدبية.
أملٌ يلوح هنا: «إذا كان للقدر عينٌ، رغبتي أن أضع عيني في عينه كما كنّا، نحن أولاد الحارة، نتحدّى بعضنا صغاراً، ومن ترفّ جفناه أولاً، يخسر المبارزة».