يفضّل الرجل الطيّب، الذي يتعامل بإستقامة، أن يثق بالآخرين، ولكن إذا ما تعرّض لخيانة شنيعة انفتحت عيناه فجأة واتسعت بشدة، كان أيوب يستشعر هذا الوضع، فقد شكّ في الرب بكل انكر عدالته.
الضلال يزدهر والتقوى تجفّ، هذا ما رآه أيوب في نفسه، لقد صار في معاناة لا توصف وراح يشكو يهوه، حيث ذكر أنه لن يبحث بعد عن سبب شقائه، لن يبحث بعد في ضعفه الشخصي ولا في ذنب ذاته.
لقد صار يحلم خارج نفسه وفيما وراء نفسه بحياة أخرى مليئة بالحراك المرئي، ولم يعد يفهم هذا العالم البائس، وقد صار تساؤل أيوب منذ ذلك الوقت تساؤلاً مخفيّاً: أين كان الرب؟ ربما أدت المعاناة هنا إلى النهوض والتساؤل أكثر من أن تؤدي إلى نوع من النبل.