يخيم على عالم الجاز حُزن غامر بوفاة جوس مودي، عازف الجاز الأسطوري، ولا يفعل موته سوى إفشاء سرّ كبير عمل على كترانه طوال حياته. بين ثنائيّتي الحياة والموت، والسّر والعلن، تنبش الرّوائيّة الإسكتلندية جاكي كاي في روايتها "ترومبيت" الحائزة على جائزة غوارديان سنة 1998، في كل ما يُشكل حفريّاتِ القلب البشري وعقله.
تطرح الرّواية أسئلة الأزمنة المعاصرة الحارقة، عبر محور الهويّة: كيف يصنع البشر معنى مّا يحدّد هوياتهم، في ظروفي تمزّقهم وتكسر قناعاتهم وتوقعاتهم إزاء ما اعتقدوا أنه أبسط الحقائق وأكثرها يقينية؟ وما الذي يُشكل هذه الهويّة؟ هل هي عائلتك؟ مكان ولادتك؟ طبيعة عملك؟ الأشخاص الذين تحبهم؟ أم هو جنسك؟ في خضم كل هذه الأسئلة والتمرّقات، التي تجعل ابنَا مُتبنى يركض وراء سرّ أبيه الفاضح، وأرملة المتوقى تهرب إلى جزيرة إسكتلندية نائية، وكل من عرفه يحاول إعادة تركيب حياةٍ له، كمن يرتب قطع البوزل، تقدّم لنا جاكي كاي حكاية عن الخداع والإخلاص في حياة بنيت على كذبة، ومع ذلك حافظت على حب نادر غير مشروط.