إذا كان تاريخ النساء من صنع الرجال، فهل يعني ذلك أن المرأة هي التي سمحت للرجل أن يعتبرها جنساً آخر أم أن المجتمع هو الذي حكم عليها لتكون جنساً آخر تابعاً للرجل؟ وهل اختارت هي أن تكون في قفص عوضاً عن أن تكون طائراً طليقاً؟...
أن المجتمع هو الذي ساهم في رسم صورة المرأة النمطيّة لتكون أنثى، خاضعة للرجل، صنعها لتكون جنساً آخر، ألغى شخصيتها، وطمس إنسانيتها، واعتبرها أنثى بالمفهوم المطلق، جسداً كمتاع، حسب أهوائه، ولا يمكن للإنسان العاقل أن يختار العيش في قفص إلا إذا حكمت عليه ظروف الحياة أن يعيش في قفص، مقيّداً بالأغلال.
إنَّ الحرية السلبية التي عاشتها المرأة جعلتها تندفع من أجل إسترداد الحق الطبيعي الذي كفلته لها الأديان "الحرية المنشودة" والتحرُّر من تبعيّة الرجل والخضوع له.
كيف أصبحت المرأة جنساً آخر؟ وما هي الأسباب التي جعلتها "آخر"؟ وهل الأسباب التي طرحتها دو بوفوار، والتي مضى عليها نحو سبعين سنة، هي الأسباب ذاتها التي جعلت المرأة العربية أيضاً "آخر"؟...
استعرضت سيمون في كتابها قضايا رئيسة مهمة، ولربما كان صلب الموضوع فيها هو فهم الإشكالية المطروحة في كيفية إعتبار المرأة هي "الآخر".