إن اللمس وحده لغة تفاهم وتعامل. بل إن اللمس لغة من لا لغة له أو من فقد لغته. إن اللمس حاجة طبيعية، أساسية وضرورية وبدون اللمس قد نموت. وهذا ليس كلاماً إنشائياً وليس ضرباً من المبالغة. إن إحساسنا بالحياة هو إحساس: بالبرودة، بالحرارة، بالألم، باللذة، بالدفء، وغيرها من أحاسيس كثيرة تعني في جملتها اللمس. نحن لا نفكر بإحساس جلدنا ولا باللمس في حياتنا اليومية ما يذكرنا بذلك مثل أن يقرصنا أحد/أن نبرد، أو أن نصطدم بشيء. ولو قمنا بتجربة وركزنا على جلدنا وعلى اللمس لوجدنا أن حياتنا كلها تدور حول اللمس: ننام في الفراش، نستشعر ملمس الشرشف، نغسل وجهنا نشعر بالماء والصابون. نجلس على كرسي فنشعر بصلابته أو ليونته، نسير على الأرض وتخبرنا قدمنا ولو من خلف حذاء عن صلابتها. وهكذا برنامجنا اليومي هو عبارة عن آلاف من خبرات اللمس للجلد. لكننا لا نفكر فيها. إن هذا الكتاب هذا اللمس هو محاولة علمية، إنسانية لطرح اللمس كأفضل علاج بديل عصري. وقبل الدخول في تفصيل كتابي هذا من الضروري يا قارئي العزيز أن تقرأ الأسئلة التالية وتجيب عنها بصدق: -ما هو أول شيء يتبادر إلى ذهنك حين تفكر في كلمة لمس؟ -عرف اللمس؟ -من تلمس غير شريك حياتك؟ -أذكر ستة من الناس الذين تلمسهم: أين، كيف، ولماذا تلمسهم؟ -من هو الشخص الذي يلمسك أكثر ولماذا؟ -ما هو أكثر مكان تعطي وتأخذ فيه لمساً؟ -كيف تحب أن تلمس؟ -متى تشعر بحاجتك إلى اللمس؟ -متى تشعر بأن جسدك يحتاج إلى لمس عادي وليس إلى لمس جنسي؟ -متى تشعر بأن من حولك يحتاجون إلى لمس؟ -صف تفاعل أمك وأبيك مع اللمس: بينهما، معك، مع الآخرين. -هل هناك مكان، وقت ترفض فيه اللمس؟ -هل تذكر أن اللمس كان حاجة وساعدك على العلاج والراحة في فترة من حياتك؟ -لماذا تعتقد إن الناس لم تعد تتلامس؟ -لماذا لا تتلامس أنت؟ -صف شكل اللمس الذي تحتاجه بدون جنس؟ -صف اللمس الذي تحتاجه لأجل الجنس؟ -هل حاجتك للمس زادت أم قلت مع تقدم عمرك؟ ولماذا تعتقد أن هذا الأمر حصل؟ -هل تعتقد أن النساء أم الرجال يتلامسون في ما بينهم أكثر؟ -في أي عمر ترى أن لمس الطفل يجب أن يتوقف أو يحدد ولماذا؟ -كم احتضاناً تحتاج في اليوم؟ -كم احتضاناً تحصل عليه فعلياً في اليوم؟ -هل تحب الجنس أكثر، أم الاحتضان أكثر؟ بعد أن تجيب عن الأسئلة السابقة أقول لك: ليس هناك صح أو خطأ في الإجابات، هناك فقد (أنت واللمس) في حياتك، في تفكيرك. ربما بعد قراءة هذا الكتاب تجد معلومة إضافية وفائدة أو على الأقل وهذا أملي أن يلمس هذا الكتاب شيئاً من روحك وعقلك.